كتبت/مرثا عزيز
جون برينان رئيس المخابرات الأمريكية المستقيل، في لقاء مع قناة سي إن إن، رفض تحميل الولايات المتحدة مسؤولية انهيار العراق، واستشراء الطائفية فيه وتفشي الإرهاب، بعد انسحاب القوات الأمريكية منه في 2011، ولكنه أقر في المقابل بخطأ الولايات المتحدة ومخابراتها عند ظهور “الربيع العربي” وإساءة تعاملها مع التحولات في المنطقة منذ ذلك التاريخ.
وقال جون برينان الذي يستعد لمغادرة منصبه رسمياً، في برنامج إكسز فايلز، الذي ينتجه معهد الدراسات السياسية بجامعة شيكاغو لفائدة القناة الأمريكية، إن الوضع الكارثي في العراق، لا يعود إلى الانسحاب الأمريكي الكامل منه، مضيفاً أنه لو بقيت القوات الأمريكية هناك، لتسبب ذلك ربما في سقوط مئات القتلى الأمريكيين، ولاستغلال داعش ذلك لاكتساب المزيد من الأنصار والمؤيدين واستقطاب المسلحين إليه.
تسليح المعارضة السورية
وبسؤاله عن دعم وتسليح المعارضة السورية عند اندلاع الأزمة، وسبب رفض الإدارة الأمريكية ذلك منذ بداية العمل المسلح ضد نظام الرئيس بشار الأسد، قال برينان إن الإدارة الأمريكية بالنظر إلى الأحداث التي مرت بها سوريا منذ 2011، كانت ستتصرف بشكل مختلف لو كانت تعرف مسبقاً بما كان سيؤول إليه الوضع، ولكنها حتماً لم تكن لتدعم وتسلح القوى السورية المختلفة، لأن المعارضة السورية المسلحة “منقسمة ومتفرقة ومتشظية إلى درجة كبيرة، وهي أقرب إلى الخليط الهجين الذي يجمع علمانيين بمتطرفين دينيين”.
وأكد برينان: “كان الدعم الأعمى للمسلحين المعارضين بالسلاح، سيجر سوريا إلى وضع أسوأ مما هي فيه أو عليه اليوم”.
غير واقعية بالمرة
وعن دول الربيع العربي قال برينان، الذي قضى سنوات طويلة في الشرق الأوسط، إن الإدارة الأمريكية ومخابراتها “أخطأت بشكل كبير في التعامل مع أحداث ما يُعرف بالربيع العربي، وكانت توقعاتها وانتظاراتها منه غير واقعية بالمرة، فالمخابرات دفعت الإدارة إلى الاقتناع بأن هز شجرة الحكم المستبد في المنطقة كفيل بسقوطها ونشر الديمقراطية وازدهارها في دول المنطقة، تلبيةً لرغبات شعوبها”.
وأضاف برينان: “صحيح أن الأحداث انطلقت بمطالبة الناس بالحرية لهم، أو لمجموعاتهم الطائفية أو القبلية، ولكن مفهوم الديمقراطية، غير متأصل في أكثر شعوب وثقافات ودول المنطقة هنا